كانوا قديماً يستخرجون الفيروز من سيناء واللازورد من أفغانستان والياقوت من الهند واللؤلؤ من الخليج العربي
والمرجان من البحر الأحمر.
وكانت [سبأ] في بلاد اليمن ترصع الأواني وأدوات الشرب والأبواب بالعاج والذهب والفضة والأحجار الكريمة
كذلك ملوك [المناذرة] و[الغساسنة] إهتموا بالأحجار الكريمة
أما [مملكة تدمر] فكانت صلة الوصل بين [الإمبراطورية الرومانية] والصين والهند وملتقى القوافل التجارية
ويذكر المؤرخون أن أنفس الجواهر والأحجار الكريمة كانت تزين نصب هيكل الشمس في تدمر
ووصلت الأحجار الكريمة إلى قلب الجزيرة العربية في أيام الجاهلية فكانت الأصنام من العقيق الأحمر
أما المسلمون الأوائل انصرفوا عن الجواهر والأحجار الكريمة بالرغم مما ورد في القرآن الكريم من تشبيه الحور العين (كأنهن الياقوت والمرجان)
خافوا أن يلهيهم بهرج الدنيا عن الواجب الديني والجهاد في سبيل الله
لكن في زمن [الأمويين] أنقلب الإهتمام بالأحجار الكريمة إلى نوع من البزخ والإسراف حيث رصعوا أنيتهم بالأحجار الكريمة
وبالغت نسائهم وجواريهم في التزين بالعقود والحلي والجواهر والأحجار الكريمة
يتفق المؤرخون على أن سوق الجواهر والأحجار الكريمة بلغ أوجه أيام [العباسيين] وخاصة في خلافة [هارون الرشيد] ثم إبنه المأمون
فقد اشترى هارون الرشيد "فص" ياقوت أحمر عرف بإسم (الجبل) بأربعين ألف دينار ونقش عليه اسمه
وأما زبيدة زوج الخليفة فلم تكن تقتني من أدوات المائدة غير المصنوع من الذهب والفضة والمرصع بالأحجار الكريمة
"علية" بنت المهدي اخت الرشيد لأبيه كانت من أجمل النساء لولا عيب كان في جبينها فاتخذت العصائب المطرزة بالأحجار والجواهر
لتستر بها العيب في جبينها فصارت النساء كلهم يرتدين العصائب وأصبحت زياً جديداً في عصرها
وجارى [الفاطميون] العباسيين في الترف فكان لهم بيوت لخزن الأحجار الكريمة
فكان في حزانة المستنصر بالله طاووس من ذهب مرصع بالأحجار الكريمة عيناه ياقوت أحمر
وكان عنده غزال مرصع باللؤلؤ والأحجار الكريمة ونخلة من ذهب مكللة بالأحجار الكريمة
كذلك فعل ملوك [الأندلس] فقد كان [مصحف عثمان] في [مسجد قرطبة] مرصعاً بالجواهر والأحجار الكريمة
وكان المعتمد الأندلسي يضع في مجلسه تماثيل العنبر (الكهرمان) وجمل من بلور له عينان من ياقوت محلى بنفائس اللؤلؤ
هذا الولع بالأحجار الكريمة مقترناً بالإهتمام العلمي وتشير المراجع أن العلماء كتبوا كتباً عن الأحجار الكريمة
ومنهم الكيميائي الأموي [جابر بن حيان] قد ألف كتاب في الأحجار الكريمة
و[أرسطو] كتب عن الأحجار الكريمة, والجوهري كتب عن الأحجار الكريمة
يقدر أن العرب ألفوا مايزيد عن خمسين كتاباً في الجواهر والأحجار الكريمة
ولكن الكتب التي وصلت إلى عصرنا الحالي والمحققة والمنشورة هي ثلاثة كتب فقط:
- [الجماهر في معرفة الجواهر] ([البيروني] 440هـ)
- أزهار الأفكار في جواهر الأحجار ([التيفاشي] 691هـ)
- نخب الذخائر في أحوال الجواهر ([ابن الأكفاني] 749هـ)
في [القرن الرابع عشر] اشتهرت بلاد مصر بأنها منجم للزمرد, كان الزمرد يوجد في مغارات بعيدة مظلمة يدخلون إليها بالمصابيح والحبال
ويحفرون عليه فيجدونه في وسط الحجارة وذكر [المسعودي] تفصيلات عن الزمرد في بلاد "[البجة]" في مصر يقول أن الزمرد يوجد في صعيد مصر
وأن قبائل "البجة" تحمي المنطقة وتأخذ "إيتاوة" ممن يبحث عن الزمرد
وذكر المسعودي أن الزمرد أربعة أنواع:
- الأول يعرف بالزمرد المر وهو أجودها وأغلاها وهو شديد الخضرة بدون عيوب أو سواد
- الثاني هو البحري لأن ملوك البحر (الهند, السند والصين) ترغب فيه وتستعمله بتيجانها
- الثالث هو المغربي لأن ملوك الأندلس والمغرب وأوروبا يفضلونه ويتنافسون في إقتنائه
- الرابع هو الأصم وهو أخضر باهت جودته ضعيفة جداً